والآية الأخيرة من الآيات محلّ البحث تقول: (رزقاً للعباد وأحيينا به بلدةً ميتاً كذلك الخروج)(3).
وهكذا فانّ هذه الآيات ضمن بيان النعم العظمى للعباد وتحريك إحساس الشكر فيهم في مسير المعرفة تذكّرهم بأنّهم يرون مثلا للمعاد كلّ سنة في حياتهم في هذه الدنيا، فالأرض الميتة الخالية واليابسة تهتزّ وتنبت النباتات عليها عند نزول قطرات الغيث وكأنّ أصداء القيامة تترنّم على شفاه النباتات قائلة: "وحده لا شريك له".
فهذه الحركة العظيمة نحو الحياة في عالم النباتات تكشف عن هذه الحقيقة، وهي أنّ باريء عالم الموجودات قادر على إحياء الموتى مرّةً اُخرى، لأنّ وقوع الشيء أقوى دليل على إمكانه!.
﴿رِزْقًا لِّلْعِبَادِ﴾ مفعول له ﴿وَأَحْيَيْنَا بِهِ﴾ بذلك الماء ﴿بَلْدَةً مَّيْتًا﴾ جدبة ﴿كَذَلِكَ﴾ الإحياء للبلدة ﴿الْخُرُوجُ﴾ خروج الموتى حيا.