ثمّ يتحدّث القرآن عن النفخ في الصور فيقول: (ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد).
والمراد من "النفخ في الصور" هنا هو النفخة الثانية، لأنّه كما نوّهنا آنفاً فإنّ الصور ينفخ فيه مرّتين: فالنفخة الاُولى تدعى بنفخة الفَزَع أو الصعَق وهي التي تكون في نهاية الدنيا ويموت عند سماعها جميع الخلق ويتلاشى نظام العالم الدنيوي، والنفخة الثانية هي نفخة "القيام والجمع والحضور" وتكون في بداية البعث والنشور والقيامة وبها يحيى الناس جميعهم ويخرجون "وينسلون" من الأجداث والقبور إلى ربّهم وحساب "عدله" وجزائه.
"النفخ" معناه معروف، و "النفخة" بمعنى المرّة منه، و "الصور" هو المزمار أو "البوق" والذي يستعمل في القضايا العسكرية عادةً لجمع الجنود أو تفريقهم أو الإستعداد أو الذهاب للراحة والنوم، وإستعماله في صور إسرافيل نوع من الكناية والتشبيه "وقد بيّنا تفصيل هذا الموضوع في ذيل الآية 68 من سورة الزمر".
وعلى كلّ حال، فمع الإلتفات وملاحظة جملة "ذلك يوم الوعيد" يتّضح أنّ المراد من نفخة الصور هنا هو النفخة الثانية ويوم النشور والقيامة.
﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ نفخة البعث ﴿ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ﴾ يوم وقوعه