وإستدامةً لبيان هذه الأوصاف فإنّ الآية التالية تشير إلى وصفين آخرين منها، وهما في الحقيقة بمثابة التوضيح والتّفسير لما سبق ذكره، إذ تقول الآية: (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب).
عبارة (من خشي الرحمن بالغيب) إشارة إلى أنّهم رغم عدم رؤيتهم الله بأعينهم، إلاّ أنّهم يؤمنون به عن طريق آثاره والإستدلال بها.
فيؤمنون إيماناً مقروناً بالإحساس بتحمّل المسؤولية.
ويحتمل أنّ المراد من "الغيب" هو ما غاب عن أعين الناس، أي أنّهم لا يرتكبون الإثم لا بمرأى من الناس ولا في خلوتهم وإبتعادهم عنهم.
وهذا الخوف "أو الخشية" يكون سبباً للإنابة، فيكون قلبهم متوجّهاً إلى الله ويقبل على طاعته دائماً ويتوب من كلّ ذنب، وأن يواصلوا هذه الحالة حتّى نهاية العمر ويردّوا عرصات المحشر على هذه الكيفية!.
﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ﴾ خشية ولم يره ﴿وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ﴾ راجع إلى الله.