والمراد من الناس في قوله: (أم يحسدون الناس) - كما أسلفنا - هم رسول الله وأهل بيته(عليهم السلام)، لإِطلاق لفظة الناس على جماعة من الناس، وأمّا إِطلاقها على شخص واحد (هو النّبي خاصّة) فلا يصح ما لم تكن هناك قرينة على إِرادة الواحد فقط(2).
هذا مضافاً إِلى أنّ كلمة آل إِبراهيم قرينة أُخرى على أنّ المراد من "الناس" هو النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته(عليهم السلام)، لأنّه يستفاد - من قرينة المقابلة - أنّنا إِذا أعطينا لبني هاشم مثل هذا المقام ومثل هذه المكانة - فلا داعي للعجب - فقد أعطينا لآل إِبراهيم أيضاً تلك المقامات المعنوية والمادية بسبب أهليتهم وقابليتهم.
وقد جاء التصريح في روايات متعددة وردت في مصادر الشيعة والسنة بأنّ المراد من "الناس"
هم أهل بيت النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقد روي عن الإِمام الباقر(عليه السلام) في ذيل هذه الآية أنّه قال في تفسير الآية: "جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمّة فكيف يقرّون في آل إِبراهيم وينكرونه في آل محمّد"(3)؟
وفي رواية أُخرى عن الإِمام الصّادق(عليه السلام) يجيب الإِمام على من يسأل عن يالمحسودين في هذه الآية قائ: "نحن محسودون"(4).
وروي في الدّر المنثور عن ابن منذر والطبراني عن ابن عباس أنّه قال في هذه الآية: "نحن الناس دون الناس".
﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ﴾ النبي وأهل بيته نحن المحسودون ﴿عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ﴾ من النبوة والإمامة ﴿فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ النبوة والفهم والقضاء ﴿وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا﴾ هو الطاعة المفروضة أو ملك يوسف وداود وسليمان فكيف يقرون بآل إبراهيم وينكرونه في آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وهم أسلافهم.