والآيات التالية تبيّن كيفية إحسانهم، فتعرض ثلاثة أوصاف من أوصافهم فتقول: أوّلا: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون).
كلمة "يهجعون" مشتقّة من الهجوع: ومعناه النوم ليلا .. قال بعضهم المراد من هذا التعبير أنّهم كانوا يقظين يحيون أكثر الليل أو يحيون الليل .. وينامون قليلا منه.
ولكن حيث أنّ هذا الحكم والدستور الشرعي بصورته العامّة والكليّة للمحسنين والمتّقين يبدو بعيداً، فلا يناسب هذا التّفسير المقام، بل المراد أنّهم قلّ أن يناموا تمام الليل، وبتعبير آخر إنّ الليل هنا المراد منه العموم والجنس.
فعلى هذا فهم كلّ ليلة يحبّون قسماً منها بالعبادة وصلاة الليل.
أمّا الليالي التي يرقدون فيها حتّى مطلع الفجر .. وتفوت عليهم العبادة فيها كليّاً .. فهي قليلة جدّاً.
وهذا التّفسير منقول عن الإمام الصادق في بعض أحاديثه أيضاً(3) وهناك تفاسير اُخر لهذه الآية أعرضنا عن ذكرها لأنّها(4) بعيدة.
﴿كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون﴾ ينامون في قليل من الليل أو نوما قليلا.