ثمّ يبيّن القرآن حالهم فيقول: (إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون)(2).
قال بعضهم: جملة أنّهم "قوم منكرون" لم يصرّح بها إبراهيم، بل حدّث بها نفسه لأنّ هذا الكلام لا ينسجم مع وافر الإحترام للضيف الكرام.
إلاّ أنّه كما هو المعتاد قد يقول المضيّف للضيف في حال الإحترام والترحيب: "لا أدري أين التقيت بك من قبل - أو يبدو انّك غريب .. " فبناءً على هذا يمكن التمسّك بظاهر الآية وأنّ إبراهيم قال هذا الكلام صراحةً وإن كان الإحتمال الأوّل غير بعيد.
خاصّة أنّ "الضيف" لم يردّوا على هذا الكلام، ولو كان إبراهيم قال مثل هذا الكلام صراحةً، فلابدّ أن يجيبوه.
﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا﴾ سلمنا سلاما ﴿قَالَ سَلَامٌ﴾ عليكم ﴿قَوْمٌ مُّنكَرُونَ﴾ أي أنتم أو هؤلاء قوم لا نعرفهم.