ولذلك فإنّ القرآن يضيف قائلا في آخر آية من الآيات محلّ البحث: (وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم).
وهذا التعبير يدلّ بوضوح أنّ من يعتبر ويتّعظ بهذه الآيات هم الذين لديهم إستعداد للقبول في داخل كيانهم ويحسّون بالمسؤولية.
بحث
أين تقع مدن قوم لوط؟
من المسلّم به أنّ إبراهيم الخليل جاء إلى الشام بعد أن هاجر من العراق و "بابل" ويقال أنّ لوطاً كان يقطن معه إلاّ أنّه بعد فترة توجّه نحو "سدوم" ليدعو إلى التوحيد ويكافح الفساد.
و "سدوم" واحدة من مدن قوم لوط وأحيائهم التي كانت من بلاد الأردن على مقربة من البحر الميّت .. وكانت أرضها خصبة كثيرة الأشجار، إلاّ أنّ هذه الأرض بعد نزول العذاب الإلهي على هؤلاء الظالمين من قوم لوط قلب عاليها سافلها وتهدّمت مدنها وسمّين بالمؤتفكات "أي المقلوبات".
وذهب بعضهم أنّ آثار هذه المدن الخربة غرقت في الماء ويزعمون أنّهم رأوا في زاوية من البحر الميّت أعمدتها وآثارها وخرائبها الاُخرى.
وما نقرؤه في بعض التفاسير الإسلامية هو أنّ المراد من جملة "وتركنا فيها آية" هو المياه العفنة والمستنقعات التي غطّت أماكن هذه المدن، ولعلّه إشارة إلى هذا المعنى وهو أنّه بعد الزلازل الشديدة وإنشقاق الأرض إنفتح طريق من البحر الميّت نحو هذه الأرض فغرقت جميع آثارها تحت الماء.
في حين أنّ بعضهم يعتقد أنّ مدن لوط لم تغرق بعدُ وما تزال على مقربة من البحر الميّت منطقة مغطّاة بالصخور السود ويحتمل أن تكون هي محلّ مدن قوم لوط!
وقيل أنّ مركز إبراهيم كان في مدينة "حبرون" على فاصلة غير بعيدة من "سدوم" وحين نزل العذاب والصاعقة من السماء أو الزلزلة في الأرض واحترقت "سدوم" كان إبراهيم واقفاً قريباً من حبرون وشاهد دخان تلك المنطقة المتصاعد في الفضاء باُمّ عينيه(5)!.
ومن مجموع هذه الكلمات تتّضح الحدود التقريبية لهذه المدن وإن كانت جزئياتها ما تزال وراء ستار الإبهام باقية.
﴿وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً﴾ علامة هي الحجارة أو غيرها ﴿لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ فيعتبرون فيها.