(فتولّى بركنه وقال ساحر أو مجنون).
"الركن" في الأصل القاعدة الأساسية أو الاُسطوانة(1) والقسم المهمّ من كلّ شيء، وهو هنا لعلّه إشارة إلى أركان البدن، أي أنّ فرعون أدار ظهره لموسى تماماً!
وقال بعضهم المراد بالركن هنا جيشه، أي أنّه اعتمد على أركان جيشه وتولّى عن رسالة الحقّ.
أو أنّه صرف نفسه عن أمر الله وصرف أركان حكومته - وجيشه جميعاً عن ذلك أيضاً(2).
والطريف أنّ الجبابرة المتكبّرين حين كانوا يتّهمون الأنبياء بالكذب والإفتراء كانوا يتناقضون تناقضاً عجيباً.
فتارةً يتّهمونهم بأنّهم سحرة، واُخرى بأنّهم مجانين، مع أنّ الساحر ينبغي أن يكون ذكيّاً وأن يعوّل على مسائل دقيقة ويعرف نفوس الناس حتّى يسحرهم ويخدعهم بها .. والمجنون بخلافه تماماً.
﴿فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ﴾ أي أعرض بجانبه أو مع جنوده الذين هم كالركن له لتقويته بهم ﴿وَقَالَ﴾ هو ﴿سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ جهلا أو تلبيسا.