ويضيف القرآن في الآية التالية مستنتجاً ممّا تقدّم من الأبحاث التوحيدية قائلا: (ففرّوا إلى الله إنّي لكم منه نذير مبين).
والتعبير بـ "الفرار" هنا تعبير لطيف وبليغ، لأنّ الفرار يطلق في ما إذا واجه الإنسان موجوداً أو حادثاً مخيفاً من جهة، وهو من جهة اُخرى يعرف مكاناً يلتجىء إليه فيُسرع من مكان المواجهة إلى ذلك المكان ويلتجىء إلى نقطة الأمن والأمان .. فالآية تقول: فرّوا من عقيدة الشرك الموحشة وعبادة الأصنام إلى التوحيد الخالص الذي هو منطقة الأمن والأمان الواقعي.
ففرّوا من عذاب الله وتوجّهوا نحو رحمته! فرّوا من عصيانه وعناده وتوسّلوا بالتوبة إليه.
والخلاصة: فرّوا من السيّئات والقبائح وعدم الإيمان وظلمة الجهل والعذاب الدائم والتجأوا إلى رحمة الحقّ وسعادته الأبدية.
﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾ التجئوا إليه من عقابه بالإيمان والطاعة ﴿إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾.