التّفسير
كانت في الآيات السابقة إشارة وتلميح عن عذاب الله في يوم القيامة - بصورة مغلقة - أمّا الآيات - محلّ البحث - ففيها توضيح وتفسير لما مرّ، فتتحدّث أوّلا عن بعض حالات يوم القيامة وخصائصه، ثمّ عن كيفية تعذيب المكذّبين فتقول: (يوم تمور السماء موراً)(1).
"المَوْر": على وزن قَوْل - له معان عديدة في اللغة.
يقول الراغب في مفرداته:
المور معناه الجريان السريع.
كما قال إنّ المور يطلق على الغبار الذي تجري به الريح لكلّ جهة أيضاً.
وقد ورد في "لسان العرب" أنّ "المور" معناه الحركة والذهاب والإيّاب، كما يطلق على "الموج" ومنهم من قال: المور هو الحركة الدائرة.
ومن مجموع هذه التفاسير يستفاد أنّ "المور" هو الحركة السريعة والدوران المقترن بالذهاب والإيّاب والإضطراب والتموّج.
وعلى هذا فإنّ النظام الحاكم على الكرات يضطرب بين يدي يوم القيامة وتنحرف عن مداراتها وتتّجه إلى كلّ جهة ذهاباً وإيّاباً، ثمّ تتبدّل وتولّد سماء جديدة بأمر الله كما تقول الآية (104) من سورة الأنبياء: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب).
ونقرأ في الآية (48) من سورة إبراهيم: (يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات).
(يوم تمور السماء مورا) تتحرك وتضطرب.