وختمت السورة بهذه الآية الشريفة كإستنتاج عام بأن وجّهت الكلام إلى الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (وقل ربّ اغفر وارحم وأنت خير الراحمين). (3)
والآن وقد إختارت فئة الشرك سبيلا، وجارت فئة أُخرى وظلمت، فأنت - أيّها الرّسول ومن معك تدعون الله ربّكم أن يغفر لكم ويرحمكم بلطفه الواسع الكريم.
ولا شكّ في أنّ هذا الأمر بالدعاء شامل لجميع المؤمنين، رغم كون المخاطب به هو النّبي بذاته.
وروي "إنّ أوّل سورة (قد أفلح المؤمنون) وآخرها من كنوز العرش، ومن عمل بثلاث آيات من أوّلها، واتّعظ بأربع من آخرها فقد نجا وأفلح(-)".
ويحتمل أنّه يقصد الآيات الثلاث التي تلت عبارة (قد أفلح المؤمنون) والتي تدعو إحداها إلى الخشوع في الصلاة، وتدعو الاُخرى إلى إجتناب اللغو وتدعو الثّالثة إلى الزكاة.
فإحداها تنظّم علاقة الإنسان بربّه، والاُخرى تنظّم هذه العلاقة مع الناس، والثّالثة مع النفس.
والقصد من الآيات الأربع الأخيرة، هي الآية 115 وما يليها التي تحدّثت عن غائيّة الخلق، والمعاد، والتوحيد، وأخيراً الإنقطاع إلى الله والتوجّه إليه.
ربّاه! ندعوك بحقّ المؤمنين الذين وعدتهم في هذه السورة بالفلاح.
وفي طليعتهم الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) أن تحشرنا مع هذه الفئة الصالحة وأن تكتبنا مع المفلحين.
ربّاه! مُنَّ علينا برحمتك وغفرانك إنّك أرحم الراحمين.
إلهي! اجعل خاتمة أعمالنا خيراً.
واحفظنا من كلّ خطأ وإنحراف، إنّك على كلّ شيء قدير.
نهاية سورة المؤمنون
﴿وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ﴾ للمؤمنين ﴿وَارْحَمْ﴾ وأنعم عليهم ﴿وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾ المنعمين لأنك المنعم الحقيقي.