التّفسير
إنّك بأعيننا!
تعقيباً على البحث الوارد في الآيات المتقدّمة الذي يناقش المشركين والمنكرين المعاندين، هذا البحث الذي يكشف الحقيقة ساطعةً لكلّ إنسان يطلب الحقّ، تميط الآيات محلّ البحث النقاب عن تعصّبهم وعنادهم فتقول: (وان يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم)(1).
هؤلاء المشركين معاندون إلى درجة إنكارهم الحقائق الحسيّة وتفسيرهم الحجارة الساقطة من السماء بالسحاب، مع أنّ كلّ من رأى السحاب حين ينزل ويقترب من الأرض لم يجده سوى بخار لطيف، فكيف يتراكم هذا البخار اللطيف ويتبدّل حجراً!؟
وهكذا يتّضح حال هؤلاء الأشخاص إزاء الحقائق المعنوية!! أجل انّ ظلمة الإثم وعبادة الهوى والعناد كلّ ذلك يحجب أُفق الفكر السليم فيجعله متجهّماً حتّى تنجرّ عاقبة أمره إلى إنكار المحسوسات وبذلك ينعدم الأمل في هدايته.
و "المركوم" معناه المتراكم، أي ما يكون بعضه فوق بعض!
(وإن يروا كسفا) قطعة عذاب (من السماء ساقطا) عليهم كما قالوا فأسقط علينا كسفا من السماء (يقولوا) عنادا هذا (سحاب مركوم) بعضه فوق بعض.