لذلك فإنّ الآية التالية تضيف بالقول: (فذرهم حتّى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون).
وكلمة "يُصعقون" مأخوذة من صعق، والإصعاق هو الإهلال، وأصله مشتقّ من الصاعقة، وحين أنّ الصاعقة تُهلك من تقع عليه فإنّ هذه الكلمة إستعملت بمعنى الإهلاك أيضاً.
وقال بعض المفسّرين أنّ هذه الجملة تعني الموت العامّ والشامل الذي يقع آخر هذه الدنيا مقدّمة للقيامة.
إلاّ أنّ هذا التّفسير يبدو بعيداً، لأنّهم لا يبقون إلى ذلك الزمان بل الظاهر هو المعنى الأوّل، أي دعهم إلى يوم موتهم الذي يكون بدايةً لمجازاتهم والعقاب الاُخروي!
ويتبيّن ممّا قلنا أنّ جملة "ذرهم" أمر يُفيد التهديد، والمراد منه أنّ الإصرار على تبليغ مثل هؤلاء الأفراد لا يجدي نفعاً إذ لا يهتدون.
فبناءً على ذلك لا ينافي هذا الحكم إدامة التبليغ على المستوى العامّ من قبل النّبي (ص) ولا ينافي الأمر بالجهاد.
فما يقوله بعض المفسّرين أنّ هذه الآية نسخت آيات الجهاد غير مقبول!
(فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون) يموتون وهو عند النفخة الأولى