لكن لنعرف لِمَ أقسم الله بالنجم؟ الآية التالية توضّح ذلك فتقول: (ما ضلّ صاحبكم وما غوى).
فهو يخطو في مسير الحقّ دائماً، وليس في أقواله ولا في أعماله أيّ إنحراف!
والتعبير بـ "الصاحب" أي الصديق أو المحبّ لعلّه إشارة إلى أنّ ما يقوله نابع من الحبّ والشفقة!
والكثير من المفسّرين لم يفرّقوا بين "ضلّ" و "غوى" بل عدّوا كلاًّ منهما مؤكّداً للآخر، إلاّ أنّ بعضهم يعتقد أنّ بينهما فرقاً وتفاوتاً! فالضلال هو أن لا يجد الإنسان طريقاً إلى هدفه، والغواية هي أن لا يخلو طريقه من إشكال أو لا يكون مستقيماً.
فالضلال كالكفر مثلا والغواية كالفسق والذنب .. إلاّ أنّ "الراغب" يقول في الغي: انّه الجهل الممزوج بالإعتقاد الفاسد.
فبناءً على ذلك فالضلالة معناها مطلق الجهل وعدم المعرفة، إلاّ أنّ الغواية جهل ممزوج أو مشوب بالعقيدة الباطلة.
وعلى كلّ حال فإنّ الله سبحانه يريد بهذه العبارة الموجزة أن ينفي كلّ نوع من أنواع الإنحراف والجهل والضلال والخطأ عن نبيّه (ص) وأن يحبط ما وجّهه أعداؤه إليه من التّهم في هذا الصدد.
﴿مَا ضَلَّ﴾ ما عدل ﴿صَاحِبُكُمْ﴾ محمد عن طريق الحق ﴿وَمَا غَوَى﴾ ما خاب عن إصابة الرشد