ومن أجل التأكيد على هذا الموضوع وإثبات أنّ ما يقوله هو من الله فإنّ القرآن يضيف قائلا: (وما ينطق عن الهوى).
وهذا التعبير مشابه التعبير الإستدلالي الوارد في الآية آنفة الذكر في صدد نفي الضلالة والغواية عن النّبي (ص) لأنّ أساس الضلال غالباً ما يكون من اتّباع الهوى.
ونقرأ في سورة ص الآية (26) منها: (ولا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله).
كما ورد في حديث معروف عن النّبي (ص) وعن أمير المؤمنين: "أمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ"(5).
ويعتقد بعض المفسّرين أنّ جملة (ما ضلّ صاحبكم) ناظره إلى نفي الجنون عن النّبي وجملة (وما غوى) ناظرة إلى نفي الشعر عنه لأنّه ورد في الآية (224) من سورة الشعراء قوله تعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون) (أي الشعراء من أهل الدنيا) وأمّا جملة (وما ينطق عن الهوى) فناظرة إلى نفي الكهانة، لأنّ الكهنة أفراد يعبدون الهوى.
﴿وَمَا يَنطِقُ﴾ بما يؤديه إليكم ﴿عَنِ الْهَوَى﴾ عن التشهي.