ثمّ يضيف تعالى أنّ نوح عندما يئس من هداية قومه تماماً: (فدعا ربّه أنّي مغلوب فانتصر)(3).
والغلبة المذكورة في الآية الكريمة لم تكن غلبة في الحجّة والدليل أو البرهان على عدم صحّة الدعوة، وإنّما كانت تتجسّد بالظلم والجناية والتكذيب والإنكار وأنواع الزجر والضغوط ... ولهذا فإنّ هؤلاء القوم لا يستحقّون البقاء، فانتقم لنا منهم وانصرنا عليهم.
نعم، فهذا النّبي العظيم كان يطلب من الله المغفرة لقومه ما دام يأمل في هدايتهم وصلاحهم، ولكن عندما يئس منهم غضب عليهم ولعنهم ودعا ربّه أن ينتقم منهم.
﴿فَدَعَا رَبَّهُ﴾ بعد يأسه منهم ﴿أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ﴾ فانتقم لي منهم