ولأنّ البساتين النضرة والأشجار الزاهية ينبغي أن تكون لها عيون، أضاف سبحانه في وصفه لهذه الجنّة بقوله: (فيهما عينان تجريان).
ثمّ يطرح مقابل هذه النعمة الإضافية قوله: (فبأي آلاء ربّكما تكذّبان).
وبالرغم من أنّ الآية أعلاه لم توضّح لنا شيئاً عن طبيعة هاتين العينين الجاريتين وعبّرت عنها بصيغة نكرة، فإنّ هذه الموارد عادةً تكون دليلا على العظمة الإلهيّة، وقد ذگر بعض المفسّرين أنّ المقصود بهاتين العينين هما "سلسبيل" وتسنيم" قال تعالى: (عيناً فيها تسمّى سلسبيلا)،(6) وقال تعالى: (ومزاجه من تسنيم).(7)
وقيل أيضاً أنّ هاتين العينين هما، الاُولى: "الشراب الطهور"، والثانية: "العسل المصفّى".
وقد جاءتا كليهما في سورة محمّد، الآية 15.
وإذا فسّرنا الـ "جنّتان" في الآيات السابقة بـ (الجنّتين المعنوية والمادية) فإنّ (العينين) يمكن أن تكونا عين معنوية وهي (عين المعرفة) وعين ماديّة (عيون الماء الزلال أو الحليب أو العسل أو الشراب الطهور) ولكن لا يوجد دليل خاصّ لأيّ من هذه التفاسير
﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾.