التّفسير
الجنّة والزوجات الحسان:
في الآيات السابقة ذكرت خمسة أقسام من هبات وخصوصيات الجنّتين، وهنا نتطرّق لذكر النعمة السادسة وهي الزوجات الطاهرات، حيث يقول سبحانه: (فيهنّ قاصرات الطرف)(1) قد قصرن نظرهنّ على أزواجهنّ، وليس لهنّ معشوق سواهم.
ثمّ يضيف تعالى: (لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جانّ)(2).
وبناءً على هذا فإنّهن بواكر ولم يمسسهنّ أحد .. طاهرات من كلّ الجوانب.
نقل عن (أبي ذرّ) أنّ (زوجة الجنّة تقول لزوجها .. أُقسم بعزّة ربّي أنّي لم أجد شيئاً أفضل منك في الجنّة، فالشكر لله وحده، الذي جعلني زوجة لك وجعلك زوجاً لي)(3).
"طرف" على وزن (حرف) بمعنى جانب العين، وبما أنّ الإنسان عندما يريد النظر يحرّك أجفانه، لذا فقد استعمل هذا اللفظ كناية عن النظر، وبناءً على هذا فإنّ التعبير بقاصرات الطرف إشارة إلى النساء اللواتي يقصرن نظراتهنّ على أزواجهنّ.
ويعني أنّهنّ يكننّ الحبّ والودّ لأزواجهنّ فقط، وهذه هي إحدى ميزات الزوجة التي لا تفكّر بغير زوجها ولا تضمر لسواه الودّ.
﴿فِيهِنَّ﴾ في الجنان لدلالة الجنتين عليهن أو فيما اشتملتا عليه من القصور والمجالس ﴿قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ﴾ البصر على أزواجهن ﴿لَمْ يَطْمِثْهُنَّ﴾ لم يفتضهن ﴿إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ﴾ فهن أبكار من الحوراء ونساء الدنيا المنشئات خلقا آخر