التّفسير
زوجات الجنّة:
مرّة اُخرى: إستمرار لشرح نِعْم الجنّتين التي ذكرت في الآيات السابقة، تتحدّث هذه الآيات عن قسم آخر من هذه النعم التي تزخر بها جنان الله التي أعدّها للصالحين من عباده، حيث يقول سبحانه في البداية: (فيهنّ خيرات حسان)(1).
تستعمل كلمة (خير) غالباً للصفات الجيّدة والجمال المعنوي، أمّا "حسن" فإنّها تستعمل للجمال الظاهر.
لذا فإنّ المقصود بـ (خيرات حسان) اُولئك النسوة اللواتي جمعن بين حسن السيرة، وحسن الظاهر.
وجاء في الرّوايات في تفسير هذه الآية أنّ الصفات الحسنة للزوجات في الجنّة كثيرة ومن جملتها طيب اللسان والنظافة والطهارة، وعدم الإيذاء، وعدم النظر للرجال الأجانب .. والخلاصة أنّ جميع صفات الخير والجمال التي يجب أن تكون في الزوجة الصالحة موجودة فيهنّ، وهذه الصفات إشارة للصفات العالية التي يجب أن تكون في نساء هذه الدنيا ويجسّدن الاُسوة بذلك لجميع الناس والقرآن الكريم يعبّر عنهنّ بإختصار رائع أنهنّ (خيرات حسان)(2).
﴿فِيهِنَّ﴾ أي الجنتين أو أماكنهما ﴿خَيْرَاتٌ﴾ أي خيرات الأخلاق ﴿حِسَانٌ﴾ الصور.