وتشير الآية اللاحقة إلى أوّل نعمة منحت لهذه الجماعة حيث تقول: (في سدر مخضود)(2).
وفي الحقيقة أنّ هذا أنسب وأليق وصف توصف به أشجار الجنّة في دائرة ألفاظنا الدنيوية، لأنّ (السدر) كما يقول أئمّة اللغة: شجر قوي معمّر يصل طوله إلى أربعين متراً أحياناً وعمره يقرب من ألفي سنة، ولها ظلّ ظليل ولطيف، والسلبية الموجودة في هذا الشجر أنّه ذو شوك إلاّ أنّ وصفه بـ (مخضود) من مادّة (خضد) - على وزن (مجد) - بمعنى (إزالة الشوك) تنهي آثار هذه السلبية في شجر سدر الجنّة.
وجاء في حديث: كان أصحاب رسول الله (ص) يقولون: إنّ الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم، أقبل أعرابي يوماً، فقال: يارسول الله لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى أنّ في الجنّة شجرة تؤذي صاحبها؟
فقال رسول الله (ص): "وما هي" قال: السدر، فإنّ لها شوكاً.
قال رسول الله (ص): "أليس يقول الله: في سدر مخضود، يخضده الله من شوكه فيجعل مكان كلّ شوكة ثمرة، إنّها تنبت ثمراً يفتق الثمر منها عن إثنين وسبعين لوناً من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر"(3).
﴿فِي سِدْرٍ﴾ شجر النبق ﴿مَّخْضُودٍ﴾ لا شوك له