ولأنّ المنافقين يعتمدون في الغالب على أموالهم وأولادهم وهما (القوّة الإقتصادية والقوّة البشرية) في تحقيق مآربهم وحلّ مشاكلهم، فإنّ القرآن الكريم يشير إلى هذا المعنى بقوله تعالى: (لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً)(4).
وهذه الأموال ستصبح لعنة عليهم وطوقاً في أعناقهم وسبباً لعذابهم المؤلم، كما يوضّح الله سبحانه وتعالى ذلك في قوله: (سيطوفون ما بخلوا به يوم القيامة)(5).
وكذلك بالنسبة لأولادهم الضالّين فإنّهم سيكونون سبباً لعذابهم، وأمّا الصالحون والمؤمنون فسيتبرّون منهم.
نعم، في يوم القيامة لا ملجأ إلاّ الله، وحينئذ يتجلّى خواء الأسباب الاُخرى، كما يتبيّن ذلك في قوله تعالى: (وتقطّعت بهم الأسباب)(6) وفي ذيل الآية يهدّدهم ويقول: (اُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
وبهذه الصورة فقد وصف القرآن الكريم عذابهم أحياناً بأنّه "شديد"، وأحياناً بأنّه مذلّ و "مهين"، وثالثة بأنّه "خالد"، وكلّ واحدة من هذه الصفات متناسبة مع طبيعة أعمالهم.
﴿لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَوْمَ﴾ ظرف تغني أو مقدر باذكر ﴿يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ﴾ أنهم مؤمنون ﴿كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ﴾ في الدنيا على ذلك ﴿وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ﴾ من النفع بحلفهم ﴿أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ حيث يحلفون عليه.