وجاء مضمون هذه الآية بإختلاف جزئي جدّاً في سورة الأنفال الآية 13، وذلك بعد غزوة بدر وإنكسار شوكة المشركين، والتي تبيّن عمومية محتواها من كلّ جهة، في قوله تعالى: (ذلك بأنّهم شاقوا الله ورسوله، ومن يشاقق الله ورسوله فإنّ الله شديد العقاب).
والشيء الجدير بالملاحظة أنّ بداية الآية الكريمة طرحت مسألة العداء لله ورسوله، إلاّ أنّ الحديث في ذيل الآية إقتصر عن العداء لله سبحانه فقط، وهو إشارة إلى أنّ العداء لرسول الله هو عداء لله أيضاً.
والتعبير بـ (شديد العقاب) لا يتنافى مع كون الله "أرحم الراحمين" لأنّه في موضع العفو والرحمة فالله أرحم الراحمين، وفي موضع العقاب والعذاب فإنّ الله هو أشدّ المعاقبين، كما جاء ذلك في الدعاء: "وأيقنت أنّك أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة، وأشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة"(8).
﴿ذَلِكَ﴾ المذكور ﴿بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ خالفوهما ﴿وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ له.