ونظراً لهول هذه الحادثة التي استصغرها بعض المسلمين، أكدتها الآية ثانية، فانَّبتهم مرّة أُخرى ولذعتهم بعباراتها إذْ قالت (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم).
وسبق لهذه الآية أن وجهت اللوم لهم لسوء ظنهم بالذي وجه إليه الإتهام باطلا، وهنا تقول الآية: إضافة إلى وجوب حسن الظن بالمتهم يجب ألا تسمحوا لأنفسكم بالتحدث عنه، ولا تتناولوا التهمة الموجهة إليه، فكيف بكم وقد كنتم سبباً لنشرها!
عليكم أن تعجبوا لهذه التهمة الكبيرة، وأن تذكروا الله سبحانه وتعالى، وأن تلجأوا إلى الله يطهركم من نشر هذه التهمة وإشاعتها. ومع كل الأسف استصغرتموها ونشرتموها بكل يسر، فأصبحتم بذلك آلةً بيد المنافقين المتآمرين المروجين للشائعات.
هذا وسنتناول بالبحث - خلال تفسير الآيات القادمة - ذنب اختلاق الشائعة ودوافعها، والسبيل إلى مكافحتها، بعون الله وتوفيقه.
﴿وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم﴾ ما يحل ﴿مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾ تعجب ممن يقوله أو تنزيه له تعالى من أن تكون زوجة نبيه فاجرة إذ فجورها منفر عنه بخلاف كفرها.