(لئن اُخرجوا لا يخرجون معهم).
(ولئن قوتلوا لا ينصرونهم).
(ولئن نصروهم ليولنّ الأدبار).
(ثمّ لا ينصرون).
إنّ اللحن القاطع والقوي لهذه الآيات قد أدخل الرعب والهلع في قلوب المنافقين وأقلق بالهم.
وبالرغم من أنّ الآية نزلت في مورد معيّن، إلاّ أنّها - من المسلّم - لا تختص به، بل بيان أصل عامّ في علاقة المنافقين مع سائر أعداء الإسلام، بالإضافة إلى الوعود الكاذبة التي يمنحها كلّ منهم للآخر، وتقرّر بطلان وخواء كلّ هذه الروابط والوعود.
ولا يختّص هذا الأمر بما حدث تأريخياً في صدر الإسلام، بل إنّنا نلاحظ اليوم بأعيننا نماذج وصوراً حيّة لا تخفى على أحد، في طبيعة تعامل المنافقين في الدولة الإسلامية مع مختلف الفصائل المعادية للإسلام، وسوف تصدق أيضاً في المستقبل القريب والبعيد.
ومن المسلّم أنّ المؤمنين الصادقين إذا التزموا بواجباتهم فإنّهم سينتصرون عليهم، ويحبطون خططهم.
﴿لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ﴾ أخبر بذلك قبل وقوعه كما أخبر ﴿وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ﴾ فرضا ﴿لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ﴾ ليهزمن ﴿ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ﴾ ضمير الفعلين للمنافقين أو اليهود