التّفسير:
التجارة الرّابحة:
قلنا في بداية السورة أنّ الأهداف المهمّة لهذه السورة هو الدعوة إلى الإيمان والجهاد في سبيل الله، وما الآيات مورد البحث إلاّ تأكيد على هذين الأصلين، من خلال مثال رائع يبعث على الحركة الإلهيّة في روح الإنسان، والتي هي شرط إنتصار الإسلام على كلّ الأديان، وقد اُشير إلى هذا العامل في الآيات الماضية.
يقول تعالى في البداية: (ياأيّها الذين آمنوا هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم).
بالرغم من أنّ الإيمان والجهاد من الواجبات المفروضة، إلاّ أنّ الآيات هنا لم تطرحها بصيغة الأمر.
بل قدّمتها بعرض تجاري مقترن بتعابير تحكي اللطف اللامتناهي للباريء عزّوجلّ، وممّا لا شكّ فيه فإنّ (النجاة من العذاب الأليم) من أهمّ اُمنيات كلّ إنسان.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم﴾ بالتخفيف والتشديد ﴿مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.