ثمّ يشير القرآن إلى سبب خوفهم من الموت بقوله: (ولا يتمنّونه أبداً بما قدّمت أيديهم والله عليم بالظالمين).
لأنّ خوف الإنسان من الموت ناشيء من عاملين أساسيين:
الأوّل: عدم إيمان الإنسان بالحياة بعد الموت وإعتقاده أنّ الموت زوال وفناء.
والثّاني: أعماله السيّئة التي يعتقد أنّه سيواجهها بعد مماته في عالم الآخرة عندما تقام المحكمة الإلهية.
وإنّما يخاف اليهود من الموت لسوء أعمالهم إذ أنّهم يعتقدون - أيضاً - بيوم الحساب.
وقد وصفهم القرآن الكريم بالظالمين، وذلك لأنّ الظلم يتّسع ليشمل جميع الأعمال السيّئة والجرائم التي ارتكبوها، من قتلهم الأنبياء وقول الزور وغصب الحقوق وتلوّثهم بمختلف المفاسد الأخلاقية.
﴿وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ بسبب ما قدموا من كفرهم بالنبي المنعوت في كتبهم ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ وما يأتون وما يذرون.