ويقول في آخر الآية: (عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) إنّه مطّلع على أعمال عباده ومنها النفقة والبذل في سبيل الله.
وإنّه غير محتاج لكي يستقرض من عباده وإنّما هو إظهار لكمال لطفه ومحبّته لعباده.
وبناءً على ذلك فإنّ الصفات الخمس - المذكورة في هذه الآية والآية السابقة - لله تعالى، ترتبط كلّها بمسألة الإنفاق في سبيله والحثّ عليه، والإندكاك بالله تعالى الذي يؤدّي إلى الإقتناع عن إرتكاب الذنوب والإعتصام بالتقوى.
ملاحظة
حديث مهمّ:
جاء عن الرّسول (ص) "ما من مولود يولد إلاّ في شبابيك رأسه مكتوب خمس آيات من سورة التغابن"(81).
وقد يكون المقصود بهذه الآيات الخمس آخر سورة التغابن التي تتحدّث عن الأموال والأولاد.
وكتابة هذه الآيات الخمس في شبابيك الرأس إشارة إلى حتميتها وكونها جزءاً من كيان الإنسان وفطرته التي فطره الله عليها.
لعلّ التعبير بـ (شبابيك) جمع "شبّاك" - على وزن خفّاش - بمعنى "المشتبك" إشارة إلى عظام الرأس التي تكون على شكل قطع متداخلة مع بعضها. أو لعلّه إشارة إلى شبكات المخّ.
على كلّ فإنّها إشارة إلى وجود هذه المعاني في مخّ النوع البشري.
اللهمّ، أعنّا على هذا الإمتحان الكبير، امتحان الأموال والأولاد والزوجات.
ربّنا، لا تبتلنا بالبخل والحرص وشحّ النفس، فإنّه من نجا من ذلك فقد فاز.
اللهمّ، جنّبنا الغبن يوم القيامة، يوم يظهر فيه غبن العاصين وتنكشف فيه معاصيهم وذنوبهم، واجعلنا في كنف لطفك ورحمتك.
آمين ياربّ العالمين.
نهاية سورة التغابن
﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ محيط علمه، تامة قدرته، بالغة حكمته.