وللتأكيد على أحكام الطلاق والعدّة فقد أضاف تعالى في الآية اللاحقة قائلا: (ذلك أمر الله أنزله إليكم).
(ومن يتّق الله يكفّر عنه سيّئاته ويعظم له أجراً).
قال بعض المفسّرين: إنّ المقصود من "السيّئات" هنا "الذنوب الصغيرة" والمقصود من "التقوى" إجتناب الذنوب الكبيرة.
وبناءً على ذلك فإنّ تجنّب الكبائر يؤدّي إلى غفران الصغائر، كما جاء في الآية 31 من سورة النساء.
ولازم هذا أنّ مخالفة الأحكام في هذا المجال - أي في الطلاق والعدّة - يعدّ من الذنوب الكبيرة(104).
ورغم أنّ السيّئات تطلق أحياناً على الذنوب الصغيرة، كما ورد في آيات عديدة من القرآن الكريم، ولكنّها تطلق في آيات اُخرى على كلّ الذنوب أعمّ من الصغيرة والكبيرة، نقرأ في الآية 65 من سورة المائدة: (ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتّقوا لكفّرنا عنهم سيّئاتهم) "وجاء ما يشابه هذا المعنى في آيات اُخر".
ومن المسلّم أنّ الإيمان والإسلام يؤدّيان إلى غفران الذنوب السابقة.
وتعطي الآية اللاحقة توضيحاً أوسع وأشمل لحقوق المرأة بعد الطلاق، من حيث "السكن" و "النفقة" واُمور اُخرى.
﴿ذَلِكَ﴾ المذكور من الأحكام ﴿أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ﴾ بحسناته ﴿وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾ بأن يضاعفه.