(ولا يستثنون) أي لا يتركون منها شيئاً للمحتاجين.
وعند التدقيق في قرارهم هذا يتّضح لنا أنّ تصميمهم هذا لم يكن بلحاظ الحاجة أو الفاقة، بل إنّه ناشىء عن البخل وضعف الإيمان، واهتزاز الثقة بالله سبحانه، لأنّ الإنسان مهما اشتدّت حاجته، فإنّه يستطيع أن يترك للفقراء شيئاً ممّا أعطاه الله.
وقيل: إنّ المقصود من عدم الإستثناء هو عدم قولهم (إن يشاء الله) حيث كان الغرور مسيطراً عليهم، ممّا حدا بهم إلى أن يقولوا: غداً سنذهب ونفعل ذلك، معتبرين الأمر مختصّاً بهم، وغافلين عن مشيئة الله، ولذا لم يقولوا: (إن شاء الله).
إلاّ أنّ الرأي الأوّل أصحّ(204).
﴿وَلَا يَسْتَثْنُونَ﴾ لا يقولون إن شاء الله أو لا يخرجون سهم الفقراء.