(قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون).
ألم أقل لكم اذكروا الله بالتعظيم وتجنّبوا مخالفته واشكروا نعمته وامنحوا المحتاجين شيئاً ممّا تفضّل الله به عليكم؟! لكنّكم لم تصغوا لما قلته لكم، وأخيراً وصلتم إلى هذه النتيجة البائسة في هذا اليوم الأسود.
ويستفاد ممّا تقدّم أنّ أحدهم كان شخصاً مؤمناً ينهاهم عن البخل والحرص، إلاّ أنّهم كانوا لا يسمعون كلامه، ولقد أفصح عن رأيه بقوّة بعد هذه الحادثة، وأصبح منطقه أكثر حدة وقاطعية.
وقد وبّخهم كثيراً على موقفهم من الفقراء، ووجّه لهم ملامة عنفية.
﴿قَالَ أَوْسَطُهُمْ﴾ أعدلهم ﴿أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ﴾ آنفا ﴿لَوْلَا تُسَبِّحُونَ﴾ هلا تستثنون إذ الاستثناء تعظيم لله وتنزيه له أو لا تذكرونه تائبين.