ثمّ يضيف تعالى: (فعصوا رسول ربّهم فأخذهم أخذةً رابية).
لقد خالف الفراعنة (موسى وهارون) (عليهما السلام) وواجهوهما بمنتهى العنف والتشكيك والملاحقة... وكذلك كان موقف أهل مدينة (سدوم) من لوط (ع) الذي بعث لهدايتهم وإنقاذهم من ضلالهم... وهكذا كان - أيضاً - موقف أقوام آخرين من رسلهم حيث التطاول، والتشكيك والإعراض والتحدّي... إنّ كلّ مجموعة من هؤلاء الأقوام المتمردّين قد إبتلاهم الله بنوع من العذاب، وأنزل عليه رجزاً من السماء بما يستحقّون، فالفراعنة أغرقهم الله سبحانه في وسط النيل الذي كان مصدراً لخيراتهم وبركة بلدهم وإعمار أراضيهم وديارهم، وقوم لوط سلّط الله عليهم (الزلزال) الشديد ثمّ (مطر من الحجارة) ممّا أدّى إلى موتهم وفنائهم من الوجود.
"رابية" و (ربا) من مادّة واحدة، وهي بمعنى الإضافة، والمقصود بها هنا العذاب الصعب والشديد جدّاً.
لقد جاء شرح قصّة قوم فرعون في الكثير من سور القرآن الكريم، وجاءت بتفصيل أكثر في ما ورد من سورة الشعراء الآية (10 - 68) يراجع التّفسير الأمثل، وكذلك في سورة الأعراف من الآية (103 - 137) راجع التّفسير الأمثل، وكذلك في سورة طه من الآية (24 - 79) راجع التّفسير الأمثل.
وجاءت قصّة لوط أيضاً في الكثير من السور القرآنية من جملتها ما ورد في سورة الحجر الآية (61 - 77) في التّفسير الأمثل.
﴿فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ﴾ أي رسله ﴿فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً﴾ زائدة في الشدة