وأخيراً تعرّض بإشارة موجزة إلى مصير قوم نوح والعذاب الأليم الذي حلّ بهم، قال تعالى: (إنّا لما طغا الماء حملناكم في الجارية).
إنّ طغيان الماء كان بصورة غطّى فيها السحاب ومن هنا جاء تعبير (طغى) حيث هطل مطر غزير جدّاً وكأنّه السيل ينحدر من السماء، وفاضت عيون الأرض، والتقت مياههما بحيث أصبح كلّ شيء تحت الماء (القوم وبيوتهم وقصور أكابرهم ومزارعهم وبساتينهم... ) ولم تنج إلاّ مجموعة المؤمنين التي كانت مع نوح (ع) في سفينته.
جملة (حملناكم) كناية عن حمل وإنقاذ أسلافنا وأجدادنا من الغرق، وإلاّ ما كنّا في عالم هذا الوجود(237).
﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء﴾ تجاوز حده المعتاد على قوم نوح أو على خزانه ﴿حَمَلْنَاكُمْ﴾ في أصلاب آبائكم ﴿فِي الْجَارِيَةِ﴾ سفينة نوح.