لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
سبب النّزول: نقل الكثير من المفسّرين وأصحاب الحديث أحاديث عن سبب نزول هذه الآية وحاصلها: أنّه عندما نصّب رسول اللّه (ص) عليّاً (ع) في يوم (غدير خم) قال في حقّه: "من كنت مولاه فعليٌّ مولاه" ولم ينقضِ مدّة حتى انتشر ذلك في البلاد والمدن، فقدم النعمان بن حارث الفهري على النّبي (ص) وقال: أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّك رسول اللّه، وأمرتنا بالجهاد والحج والصّوم والصّلاة والزكاة فقبلناها، ثمّ لم ترض حتى نصّبت هذا الغلام فقلت من كنت مولاه فعليٌ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من عند اللّه. فقال: "واللّه، والذي لا إله إلاّ هو إنّ هذا من اللّه" فولى النعمان بن حارث وهو يقول: اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فرماه اللّه بحجر على رأسه فقتله وأنزل اللّه تعالى (سأل سائل بعذاب واقع) وما ذكرناه هو مضمون ما روي عن أبي القاسم الحسكاني في مجمع البيان بإسناده إلى أبي عبد اللّه الصّادق (ع) (1). هذا المعني مروي عن كثير من المفسّرين من العامّة، فقد نقل رواة الحديث هذا المعنى بشيء من الإختلاف البسيط. وينقل "العلاّمة الأميني" ذلك في كتابه (الغدير) عن ثلاثين عالماً مشهوراً من أهل السنّة (مع ذكر السند والنّص) ومن ذلك: تفسير غريب القرآن (للحافظ أبي عبيد الهروي). تفسير شفاء الصدور (لأبي بكر النقاشي الموصلي). تفسير الكشف والبيان (لأبي اسحاق الثعالبي). تفسير أبي بكر يحيى (القرطبي). تذكرة أبو اسحاق (الثعلبي). كتاب فرائد السمطين (للحمويني). كتاب درر السمطين (للشّيخ محمّد الزرندي). كتاب السراج المنير (لشمس الدين الشّافعي). كتاب (سيرة الحلبي). كتاب نور الأبصار (للسّيد مؤمن الشبلنجي). وكتاب شرح الجامع الصّغير للسيوطي من (شمس الدين الشّافعي وغير ذلك.(2) وفي كثير من هذه الكتب علم ورد أنّ هذه الآيات قد نزلت بهذا الشأن، وبالطبع هناك اختلاف بشأن الحارث بن النعمان أو جابر بن نذر أو النعمان بن حارث الفهري، ومن الواضح أنّ هذا الأمر لا يؤثر في أصل المطلب. بالطبع أنّ بعض المفسّرين أو المحدّثين بفضائل الإمام علي (ع) من أهل السنّة يتقبلون ذلك، ولكن على مضض وعدم ارتياح، وتمسكوا بإشكالات مختلفة على سبب نزول الآية، وسنوضح في نهاية المطاف بإذن اللّه بحثاً تفسيرياً عن هذا الموصوع. التفسير: العذاب العاجل: من هنا تبدأ سورة المعارج حيث تقول: (سأل سائل بعذاب واقع)، هذا السائل كما قلنا في سبب النزول هو النعمان بن الحارث أو النضر بن الحارث وكان هذا بمجرّد تعيين الإمام علي (ع) خليفة ووليّاً في (غدير خم) وانتشار هذا الخبر في البلاد، حيث رجع مغتاظاً إلى رسول اللّه (ص) وقال: هل هذا منك أم من عند اللّه؟ فأجابه النّبي (ص) مصرّحاً: "من عند اللّه"، فإزداد غيظة وقال: اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، فرماه اللّه بحجارة من السماء فقتله.(3) هناك تفسير آخر أعم من هذا التّفسير وأعم منه، وهو أنّ سائل سأله لمن هذا العذاب الذي تتحدث عنه؟ فيأتي الجواب في الآية الاُخرى: (للكافرين ليس له دافع). وحسب تفسير ثالث يكون هذا السائل هو النّبي (ص) والذي دعا على الكافرين بالعذاب فنزل. ولكن مع أنّ التّفسير الأوّل أكثر ملاءمة للآية فإنّه منطبق تماماً على روايات سبب النزول. ﴿سَأَلَ سَائِلٌ﴾ دعا داع ﴿بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ نزلت لما قال بعض المنافقين يوم الغدير: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فرماه الله بحجر فقتله.