التّفسير
الجميع يسبّح لله:
تحدثت الآيات السابقة عن نور الله، نور الهداية والإيمان، وعن الظلمات المضاعفة للكفر والضلال.
أمّا الآياتُ موضعُ البحث، فإنّها تتحدّث عن دلائل الأنوار الإلهية وأسباب الهداية، وتخاطب الآية النّبي(ص) فتقول: (ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض) وكذلك الطير يسبّحن لله في حال أنها باسطات اجنحتهن في السماء (والطير صافّات كل قد علم صلاته وتسبيحه). (والله عليم بما يفعلون).
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ألم تعلم بالوحي أو النظر ﴿أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ينزهه عما لا يليق به بلسان الحال أو المقال ومن لتغليب العقلاء ﴿وَالطَّيْرُ﴾ تخصيصها لما فيها من الحجة الواضحة ﴿صَافَّاتٍ﴾ باسطات أجنحتهن في الهواء فإن ذلك يدل على كمال قدرة خالقهن ﴿كل﴾ مما ذكر أو من الطير ﴿كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ﴾ أي علم الله دعاءه وتنزيهه أو علم كل الجواز وأن يلهم الله الطير دعاء وتسبيحا كما ألهمها علوما تخفى على العقلاء ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ غلب العقلاء.