التفسير:
على الفاسدين والمفسدين أن يرحلوا:
هذه الآيات تشير إلى استمرار نوح (ع) في حديثه ودعائه عليهم فيقول تبارك وتعالى: (وقال نوح ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً).
دعا نوح (ع) بهذا الدعاء عندما يئس من هدايتهم بعد المشقّة والنعاء في دعوته إيّاهمه، فلم يؤمن إلاّ قليل منهم.
والتّعبير بـ "على الأرض" يشير إلى أنّ دعوة نوح (ع) كانت تشمل العالم، وكذا مجيء الطوفان والعذاب بعده.
"ديار": على وزن سيار، من أصل دار، وتعني من سكن الدّار، وهذه اللفظة تأتي عادة في موارد النفي المطلق كقول: ما في الدار ديّار، أي ليس في الدار أحد.(1)
(وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) نازل دار أي أحدا دعا عليهم بعد أن عرف طباعهم بصحبتهم ألف سنة إلا خمسين عاما وأوحى الله إليه: أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن.