التفسير:
كنّا من قبل نسترق السمع ولكن...
يشير سياق الآية إلى استمرار حديث المؤمنين من الجن، وتبيان الدعوة لقومهم، ودعوتهم إلى الإسلام بالطرق المختلفة، وفيقولون: (وأنّهم ظنّوا كما ظننتم أن لن يبعث اللّه أحداً).
لذا تبادروا لإنكار القرآن وتكذيب نبوّة الرسول الأكرم (ص)، وكننا عند سماعنا لآيات القرآن أدركنا الحقائق، فلا تكونوا كالإنس وتتخذوا طريق الكفر فتبتلوا بما ابتلوا به.
وهذا تحذير للمشركين ليفيقوا عند سماعهم لكلام الجن وتحكيمهم وليتمسكوا بالقرآن وبالنّبي الأكرم (ص)، وقال البعض: إنّ الآية (أن لن يبعث اللّه أحد) تشير إلى إنكار البعث لا إلى إنكار بعثة الأنبياء، وقال آخرون: إنّ هذه الآية والتي قبلها هي من كلام اللّه تعالى وليست من كلام مؤمني الجنّ، وإنّها آيات عرضية جاءت في وسط حديثهم، والمخاطبون هم مشركو العرب، وطبقاً لهذا التّفسير يكون المعنى هكذا، يا مشركي العرب، إنّهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث اللّه أحداً، ولمّا سمعوا الذكر أدركوا خطأهم، وقد حان لكم أن تفيقوا، ولكن هذا القول يبدو بعيداً، بل الظاهر أن الخطاب هو لمؤمني الجن والمخاطبون هم الكفار منهم.
﴿وَأَنَّهُمْ﴾ أي الإنس ﴿ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ﴾ أيها الجن أو بالعكس ﴿أَن﴾ المخففة ﴿لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا﴾ بعد الموت وقال الجن.