وفي إدامة حديثهم يحذرون الآخرين فيقولون: (وأنّا ظننا أن لن نعجز اللّه في الأرض ولن نعجزه هرباً) وإذا كنتم تتصورون أنّكم تستطيعون الفرار من جزاء وتلتجئون إلى زاوية من زوايا الأرض أو نقطة من نقاط السماوات فإنّكم في غاية الخطأ.
وعلى هذا الأساس، فإنّ الجملة الأُولى إشارة إلى الفرار من قبضة القدرة الإلهية في الأرض، والجملة الثّانية إشارة إلى الفرار المطلق، الأرض والسماء.
ويحتمل أن يكون تفسير الآية هو أنّه الجملة الأُولى إشارة إلى أنّه لا يمكن الغلبة على اللّه، والجملة الثّانية إشارة إلى أنّه لا يمكن الفرار من قبضة العدالة، فإذا لم يكن هناك طريق للغلبة ولا للفرار، فلا علاج إلاّ التسليم لأمر اللّه تعالى وعدالته.
﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا﴾ تيقنا ﴿أَن﴾ المخففة ﴿لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ﴾ كائنين ﴿فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا﴾ هاربين أي لا نفوته حيث كنا.