وفي الآية الأُخرى توضيح أكثر حول عاقبة المؤمنين والكافرين فيقولون: (وأنّا منّا المسلمون ومنّا القاسطون فمن أسلم فأُولئك تحروا رشداً).(1)
(وأمّا القاسطون فكانوا لجهنم حطباً).
الملاحظ في الآيات أن كلمة "المسلم" جاءت مقابل كلمة "الظالم"، وإشارة إلى أن ما يقي الإنسان من الظلم هو الإيمان، وإذا لم يكن الفرد مؤمناً فإنّه سوف يظلم بأي شكل من الأشكال، وكذا تشير إلى أنّ المؤمن الحقيقي هو المؤمن الذي لا يظلم، كما في حديث النّبي الأكرم (ص): "المؤمن من آمنه الناس على أنفسهم وأموالهم".(2)
وجاء في حديث آخر عنه (ص): "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".(3)
والتعبير بـ (تحروا رشداً) يشير إلى أنّ المؤمنين إنّما يتوجهون إلى الهدى بالتحقيق والتوجه الصادق، وليس بالغفله والأغماض، وجزاءهم الأوفى هو نيلهم الحقائق التي بظلها ينالون النعم الإلهية، والظالمون هم في أسوأ حال، حيث إنّهم حطب لجهنم، أي أنّ النار تلتهب في أعماق وجودهم.
﴿وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ﴾ الجائرون عن الحق بكفرهم ﴿فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا﴾طلبوا صوابا موجبا للثواب.