ثمّ يشرح ما يجري في ذلك اليوم الذي يظهر فيه هذا العذاب فيقول: (يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلاً).
"الكثيب": يراد به الرمل المتراكم، و"المهيل" من هيل - على وزن كيل - هو صبّ شيء ناعم كالرمل على شيء، ويراد بالمعنى هنا الرمل الناعم و ما لا يستقر، والمعنى أنّ الجبال تتلاشى بحيث تظهر بهيئة الرمل الناعم، وإذا ما ديست بالأقدام فإنّها تطمس فيها.
وللقرآن المجيد تعابير مختلفة عن مصير الجبال في يوم القيامة، وتحكي عن إنعدامها وتبديلها بالأتربة الناعمة (أوردنا شرحاً مفصلاً حول المراحل المختلفة لانعدام الجبال والتعابير المختلفة للقرآن في هذا الباب في ذيل الآية 105 من سورة طه).
﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ﴾ تزلزل ﴿وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا﴾ رملا مجتمعا ﴿مَّهِيلًا﴾ منشورا بعد اجتماعه.