ثمّ يخاطب القرآن أفراداً كهؤلاء ويهددهم فيقول تعالى: (أولى لك فأولى، ثمّ أولى لك فأولى).
هناك تفاسير أُخرى متعددة ذكرت لهذه الآية منها:
إنّها تهديد بمعنى لك العذاب ثم لك العذاب.
وقيل: ما أنت عليه من الحال أولى وأرجح لك فأولى.
وقيل: الذم أولى لك وأحسن ثم أحسن.
وقيل: الويل لك ثمَّ الويل لك.
وقيل: يُراد به بعداً لك من خيرات الدنيا وبعداً لك من خيرات الآخرة.
وقيل: وليك وصاحبَك شرٌ وعذاب ثمّ وليك شرّ وعذاب.
وقيل: أولى لك ما تشاهده يوم بدر فأولى لك في القبر ثمّ أولى لك يوم القيامة (3).
ولا يخفى أنَّ غالبية هذه المعاني تعود إلى معنىً كلي وجامع، وتأخذ طابع التهديد بالعذاب، والذمّ والشرّ والعقاب أعم من عذاب الدنيا والبرزخ والقيامة.
وورد في الرّوايات أنَّ النّبي (ص) أخذ بيد أبي جهل ثم قال لهُ: (أولى لك فأولى ثمّ أولى لك فأولى) فقال أبو جهل: بأي شيء تهددني لا تستطيع أنت ولا ربّك أن تفعلا بي شيئاً، وإنّي لأعزّ أهل هذا الوادي، فأنزل الله سبحانه كما قال لهُ رسول الله (ص).
﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ دعا عليه فيه تهديد واللام زائدة أي وليك ما تكره أو الهلاك.