التفسير:
الانسان مخلوق من النطفة التافهة:
تتحدث الآيات الأُولى عن خلق الإنسان، بالرغم من أنَّ أكثر بحوث هذه السورة هي حول القيامة ونِعَمِ الجنان، فتحدثت في البدء عن خلق الإنسان، لأنَّ التوجه والإلتفات إلى هذا الخلق يهيء الأرضية للتوجه إلى القيامة والبعث كما شرحنا ذلك سابقاً في تفسير سورة القيامة.
فيقول تعالى: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً) (1).
نعم، كانت ذرات وجود هذا الانسان متناثرة في كلّ صوب وبين الأتربة، بين أمواج قطرات ماء البحر.
في الهواء المتناثر في جو الأرض، وهكذا اختفت المواد الأصلية لوجوده في كلّ زاوية من زوايا هذه المحيطات الثلاثة، وقد ضاع بينها ولا يمكن ذكره مطلقاً.
ولكن هل أنَّ المراد من الإنسان هنا هو نوع الإنسان، ويشمل بذلك عموم البشر، أم أنَّ هذا الإنسان يختص بالنبي آدم (ع) ؟
﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ﴾ جنسه ﴿حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ﴾ طائفة من الزمان الغير المحدود ﴿لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا﴾بالإنسانية بل كان عنصرا ونطفة وقيل أريد بالإنسان آدم.