ثمّ يضيف تعالى: (ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً).
صرح الكثير من المفسرين بأنّ عرب الجاهلية كانوا يتلذذون بالشراب الممزوج بالزنجبيل، لأنّه كان يعطي قوّة خاصة للشراب.
ويتحدث القرآن هنا عن الشراب الطهور الممزوج بالزنجبيل، ومن البديهي أنّ الفرق بين هذا الشراب وذلك الشراب كالفرق بين السماء والأرض وبالأحرى بين الدنيا والآخرة.
والجدير بالذكر أنّ العرب كانوا يستخدمون نوعين من الشراب: أحدهما يبعث على النشاط والحركة، والآخر مُفَتّر وَمُهدّىء والأوّل يمزج مع الزنجبيل، أمّا الثّاني فمع الكافور، وبما أنّ حقائق عالم الآخرة لا يمكن أن يعبر عنها في إطار ألفاظ هذا العالم، فلا سبيل إلاّ استخدام هذه الألفاظ للدلالة على معان أوسع وأعلى تحكي عن تلك الحقائق العظيمة.
ولفظ "الزنجبيل" غالباً ما يطلق على الجذر المعطر للتوابل الخاصّة للأغذية والأشربة، وإن كانت الأقوال مختلفة في معناه.
﴿وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا﴾ خمرا ﴿كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا﴾ في الطعم والعرب تستلذه.