وبما أنّ من المحال وصف النعم والمواهب للعالم الآخر مهما بلغ الكلام من البيان والبلاغة، ولذا يقول تعالى في الآية الأُخرى كلاماً مطلقاً: (وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيماً وملكاً كبيراً) (8).
وردت في (النعيم) و (الملك الكبير) أقوال كثيرة، منها ما ورد في حديث للإمام الصادق (ع) عندما سئل عن معنى الآية إذ قال: (أي لا يفنى ولا يزول) (9).
أو أنّ نعم الجنان لا توصف لكثرتها.
أو أنّ "الملك الكبير" هو استئذان الملائكة للدخول على أهل الجنان و يحيوهم بالسلام.
أو أنّ أهل الجنان يحصلون على ما يشاءون.
أو أنّ أقل أهل الجنان مرتبة يحصل على ملك من السعة أنّه يرى من الطريق ما يكون على بعد ألف سنة لو نظر إليه كان بينه وبين ملكه ألف سنة.
أو يراد به الملك الدائم والأبدي المقترن مع تحقيق جميع الآمال...
"النعيم": يراد بها في اللغة النعم الكثيرة و (ملك كبير) يخبر عن عظمة واتساع رياض أهل الجنّة، ولذا فإنّ لهما معنيين واسعين بحيث يشملان جميع ما قيل فيهما.
﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ﴾ لا مفعول له أي إذا رميت ببصرك في الجنة ﴿رَأَيْتَ نَعِيمًا﴾ أي نعيم ﴿وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾ باقيا لا يزول أو متسعا.