وفي آخر آية من آيات البحث يتحدث حديثاً أخيراً في هذا الإطار فيقول: إنّه يقال لهم من قبل ربّ العزّة بأنّ هذه النعم العظيمة ما هي إلاّ جزاء أعمالكم في الدنيا (إن هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً).
لئلا يتصور أحد أنّ هذا الجزاء وهذه المواهب العظيمة تعطى من دون مقابل، إنّ كل ذلك جزاء السعي والعمل، وثمرة الرياضات وجهاد النفس وبناء الذات وترك المعاصي (13).
ثمّ إنّ نفس بيان هذا الموضوع فيه لذّة خاصّة، إذ أنّ الله تعالى أو"ملائكته" يخاطب الأبرار ويقدم لهم الشكر والتقدير ويقول: إنّ هذا جزاء أعمالكم وإنّ سعيكم مشكور، بل قيل: إنّها نعمة ما فوقها نعمة وموهبة أعلى من كل المواهب وهي شكر الله للإنسان.
"كان"، فعل ماضي ويخبر عن الماضي، ولعلّه إشارة إلى أنّ هذه النعم كانت موفرة لكم من قبل، لأنّ من يهتم كثيراً بضيفه يهيء وسائل الضيافة له من قبل.
﴿إِنَّ هَذَا﴾ الثواب ﴿كَانَ لَكُمْ جَزَاء﴾ على حسناتكم ﴿وَكَانَ سَعْيُكُم﴾ في مرضاة الله ﴿مَّشْكُورًا﴾ مقبولا مثابا عليه.