ثمّ ينتهي في الآية الأُخرى إلى وصف آخر من أوصاف هذه النّار المحرقة، فيقول تعالى: (كأنّه جمالت صفر) (5).
"جماله": جمع "جمل"، وهو البعير (مثل الحجر والحجارة) و"صفر" - على وزن قفل - جمع أصفر ويطلق أحياناً على اللون الداكن المائل إلى الأسود، ولكنّ الأوّل يبدو أنسب، لأنّ شرر النّار يكون أصفر مائلاً إلى الحمرة، وفي الآية السابقة شبّه حجم الشرر بالقصر الكبير، وفي هذه الآية من حيث الكثرة واللون والسرعة والحركة والتفرق لجميع الجهات شبهها بمجموعة من الجمال الصفر المتجهة إلى كل صوب.
وإذا كان الشرر هكذا، فكيف بنفس النّار المحرقة، وما جعل من العذاب الأليم في تلك النّار؟!
﴿كَأَنَّهُ﴾ في اللون والكثرة والتتابع والاختلاط والسرعة ﴿جِمَالَتٌ﴾ جمع جمال وقرىء جمالات ﴿صُفْرٌ﴾ فإن النار صفراء وقيل سوداء إذ سواد الإبل يشوبه صفرة وقرىء جمالات بالضم جمع جمالة ما غلظ من جبال السفن شبه بها في امتداده.