وبعد ذكر نعمة النور والحرارة يتناول القرآن نعمة حياتية أُخرى لها ارتباط بأشعة الشمس، ويقول: (وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً).
"المعصرات": جمع "معصر"، من العصر بمعنى الضغط... والكلمة تشير إلى أنّ الغيوم تقوم بعملية وكأنّها تعصر نفسها عصراً لكي ينهمر منها الماء على شكل أمطار (12) (ينبغي ملاحظة أنّ "المعصرات" جاءت بصيغة اسم فاعل).
وفسّرها بعضهم بالغيوم المستعدة لإنزال الأمطار، باعتبار أنّ اسم الفاعل يأتي في بعض الأحيان بمعنى الإستعداد للقيام بعمل ما.
وقال بعض آخر: إنّ "المعصرات" ليست صفةً للغيوم، وإنّما للرياح التي تقوم بضغط وعصر الغيوم.
"الثجاج": من الثج، بمعنى سيلان الماء بكمية كبيرة، و"ثجاج" صيغة مبالغة، ويراد بها هنا غزارة الأمطار المنهمرة نتيجة العصر الحاصل للغيوم.
﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ﴾ السحائب التي شارفت أن تمطر أو الرياح التي تعصر السحاب ﴿مَاء ثَجَّاجًا﴾صبابا بدفع.