وتشخص الآية التالية ما سيقع: (وبرزت الجحيم لمن يرى).
فالجحيم موجودة، كما تشير إلى ذلك الآية (54) من سورة العنكبوت: (وإنّ جهنّم لمحيطة بالكافرين)، ولكن حجب الدنيا تمنعنا من رؤيتها، وأمّا في يوم الفصل، يوم البروز، فسيبرز كلّ شيء ولا يستثنى من ذلك جهنّم.
وجملة "لمن يرى"، تشير إلى رؤية جهنّم من قبل الجميع بلا استثناء (الصالح والطالح)، فهي غير خافية عن الأنظار.
وقيل: إنّها لمن سيكون له نظر في يوم القيامة، لأنّ الآية (124) من سورة طه قد صرّحت بأنّ البعض سيحشر أعمى: (ونحشره يوم القيامة أعمى)، ويعتمد ستكون أكثر المفسّرين على التّفسير الأوّل لمناسبته للمقام، لأنّ رؤية جهنّم من قبل العاصين ستكون أكثر إيلاماً لهم، إضافة إلى أنّ العمى المشار إليه، ربّما يكون في موقف معين من مواقف يوم القيامة، وليس دائماً (2).
﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى﴾ أظهرت لكل راء.