لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثواني ...
جاري التحميل ...
وتأتي الآية الأخيرة (من الآيات المبحوثة) لتتم ما جاء قبلها من جمل، حيث تمثل جزاء الشرط للجمل السابقة والتي وردت في (12) آية: (علمت نفس ما أحضرت). فستحضر أعمال الإنسان كاملة، ولا من محيص من العلم والإطلاع بها في عالم الشهود والمشاهدة. وقد ذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة مرات عديدة في آيات مباركات، منها... الآية (49) من سورة الكهف: (ووجدوا ما عملوا حاضراً)، والآية الأخيرة من سورة الزلزال: (فَمَنْ يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومَن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره). فالآية إذَنْ... تبيّن مسألة (تجسم الأعمال) في يوم القيامة، فأعمالنا التي نتصورها قد انتهت وفنت في عالمنا الدنيوي، هي ليست كذلك، فكل عمل قمنا به سيتجسم بصورة ما، ليحضر أمام أعيننا في عرصة المحشر الرهبية. بحثان 1 - تناسق الآيات تمّت الإشارة إلى (12) حادثة من حوادث يوم القيامة، فالحوادث الستة الأولى قد ارتبطت بمرحلة الفناء العام للعالم (المرحلة الأولى)، والستة الثّانية قد اختصت بمرحلة عودة الحياة بعد الموت من جديد. وكان الحديث في الستة الأولى عن: ذهاب ضوء الشمس، تساقط وتناثر النجوم، إزالة الجبال عن واقعها وتحولها إلى غبار منتشر، إضرام البحارُ ناراً، نسيان المال والثروة، اجتماع الحيوانات الوحشية في مكان واحد... فيما كان الحديث في لستة الثانية عن: حشر الناس فرادى، سؤال الموءودة عن ذنبها الذي قتلت من أجله!، ونشر الصحف، ارتفاع الحجب عن صفحة السماء، اشتعال أوار جهنّم واقترب الجنّة، واطلاع الإنسان على كل أعماله مجسدة. ورغم قصر جمل الآيات إلاّ أنّها حملت الكثير من المعاني وبأُسلوب مثير يعمل على تحريك ضمير الإنسان ويدفعه للتوغل في أعماق التأمل و الفكر...وقد جسّمت الآيات نهاية العالم بتصوير رائع، بحيث قربت إلى الأذهان كيفية حدوث القيامة، كل ذلك في عبارات وجيزة وبألفاظ سهلة، وكلُّ هذا يعطي مدى قوّة بيان وبلاغة القرآن الكريم... فما أجمل وأعذب القرآنية، و ما أغزرها بالمعاني و الإشارات!! 2 - هل ستنطفيء المنظومة الشمسية، وهل ستخمد النجوم؟؟ قبل البدء بالإجابة لابدّ من بيان بعض ما توصل إليه العلم الحديث بخصوص المنظومة الشمسية: إنّ الشمس (التي تعتبر مركز المنظومة الشمسية) متوسطة الحجم نسبةً إلى بقية النجوم السابحة في السماء، ولكنّها نسبة إلى الأرض كبيرة جدّاً، حيث قدّر العلماء حجمها بما يعادل (000،300،1) مرة بقدر حجم الأرض، ونظراً لبعدها عن الإرض، (حيث قدرت بـ (000،000،150) كيلومتر)، فتُرى لناظرينا بهذا الحجم المحدود...ويكفينا أن نتلمس عظمة حجم الشمس، فيما لو فرضنا بإدخال الكرة الأرضية مع القمر في باطن الشمس وبذات الفاصلة الموجودة حالياً ما بين الأرض والقمر، ففي هذه الحال. سوف لا يواجه القمر أية صعوبة بالدوران حول الأرض من دون أن يخرج من سطح الشمس! أمّا درجة حرارة سطح الشمس فتبلغ (000،6) درجة مئوية، وتصل درجة حرارة أعماق الشمس إلى عدّة ملايين درجة مئوية!! وإذا ما أردنا أن نزن الشمس بالأطنان، فسيواجهنا العدد (اثنان) وبيمينه (27) صفراً، أي (ملياري مليار مليار طن) ! وتصل ألسنة نيران سطح الشمس في بعض الأوقات إلى ارتفاع (000،60) كيلومتر، وبإمكان تلك الألسنة أنْ تلف الأرض وما عليها و بكل يسر، لأنّ قطر الكرة الأرضية لا يتجاوز ألـ (000،12) كيلومتر. ومصدر حرارة ونور الشمس الخارجة منها، على خلاف ما يتصوره البعض من كونهما ناشئين من احتراق شي ما، وكما يقول مؤلف كتاب (ولادة وموت الشمس)، أن لو كانت الشمس، عبارة عن جرم من الفحم الحجري الخالص، لما استمرت لهذا اليوم، ولو قدّرنا بدأ احتراقها منذ عصر أول فراعنة مصر، لكان في يومنا المعاش قد احتراق بأكمله ونفد، وإذا ما قيل بأيّة مادة أُخرى غير الفحم الحجري، فلا تغيّر من النتيجة الحاصلة. وحقيقة الأمر، أنّ مفهوم الإحتراق لا ينطبق على الشمس، بقدر ما ينطبق عليها مفهوم الطاقة الحاصلة من التجزئة الذريّة، ولمّا كانت الطاقة عظيمة جدّاً، فذرات الشمس في حالة تجزئة وتبديل إلى طاقة وبشكل مستمر. واستناداً إلى حسابات العلماء: فإنّ كلَّ ثانية تمرّ من عمر الشمس ينتقص من وزنها ما يقارب "اربعة ملايين طناً"! أمّا حجمها فلم يمسسه أيّ شي من التغيير رغم مرور السنين المديدة على عمرها! وينبغي التسليم أنّ خاتمة الشمس لابدّ منها، وعجلة الزمن الدائبة ستوصل إلى ذلك الحدث، ولابدّ من مجي ذلك اليوم الذي سيشهد اضمحلال حجم هذا الجرم الكبير وإخماد نوره، كما هو حال وشأن بقية النجوم (2). فالعلم الحديث إذَنْ، قد أثبت الحقائق العلمية التي طرحها قبل ألف وأربعمائة سنة إلاّ دليل قاطع على ما نقول. ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ﴾ أي كل نفس وقت وقوع المذكورات وهو يوم القيامة ﴿مَّا أَحْضَرَتْ﴾ من خير وشر.