وتأتي الصفة الخامسة: (وما هو على الغيب بضنين).
فهو ليس ممن يقبرون في صدورهم ممّا يوحى إليه، ولا يبخل ولا يتوانى عن الإبلاغ ويوصله إلى كلّ الناس كاملا وبأمانة.
"ضنين": من (ضنّة) على وزن (مِنَّة)، أيْ: البخل بالأشياء الثمينة والنفيسة، فالأنبياء (عليهم السلام) منزّهون عن ذلك، وإذا ما بخل الآخرون بما صار في حوزتهم من علم محدود، فالنبّي فوق ذلك وأنزه مع ماله من منبع علم إلهي.
﴿وَمَا هُوَ﴾ أي النبي ﴿عَلَى الْغَيْبِ﴾ ما غاب عن الوحي وأخبار السماء والأمم ﴿بِضَنِينٍ﴾ بالضاد من الضن البخل، أي بخيل بتبليغ الوحي وقرىء بظنين بالظاء، بمتهم من الظنة وهي التهمة.