وتتناول الآية التالية منشأ الغرور والغفلة: (كلاّ بل تكذبون بالدّين).
فالكرم الإلهي، ولطف الباري منعمه ليست بمحفز لغروركم، ولكنكم آليتم على عدم إيمانكم بالقيامة، فوقعتم بتلك الهاوية الموهمة.(5)
ولو دققنا النظر في حال المغرورين والغافلين، لرأينا أنّ الشك بيوم القيامة أو إنكاره هو الذي استحوذ على قلوبهم وما دونه مجرّد مبررات واهية، ومن هنا يأتي لتشديد على أصل المعاد، فلو قوي الإيمان بالمعاد في القلوب لارتفع الغرور وانقشعت الغفلة عن النفوس.
"الدين": يراد به هنا، الجزآء يوم الجزاء، وما احتمله البعض من أنّه (دين الإسلام) فبعيد عن سياق حديث الإيات، لأنّها تتحدث عن "المعاد".
﴿كَلَّا﴾ ردع ﴿بَلْ تُكَذِّبُونَ﴾ أيها الكفار ﴿بِالدِّينِ﴾ بالجزاء لنفيكم البعث.